أولا :
أخبر سبحانه أن ملك الموت يقبض أرواح بني آدم
فقال : ( قُلْ
يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى
رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) السجدة/11.
وأما أرواح البهائم والطير ، فلم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة الصحيحة ـ
فيما نعلم ـ ، وإنما ورد في ذلك حديث لا يصح
وهو ما رواه
العقيلي قي الضعفاء بلفظ:
( آجال البهائم كلها من القمل والبراغيث والجراد
والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك ، آجالها في التسبيح ، فإذا انقضى
تسبيحها قبض الله أرواحها ، وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء ). قال الألباني
في “السلسلة الضعيفة” (4/188) : موضوع .
ولهذا قال بعض أهل العلم : إن ملك الموت هو الذي يقبض أرواح الجميع
وقال بعضهم : إن الله يتوفاها بنفسه ، فيعدم حياتها . وينظر : “التذكرة”
للقرطبي ص (75) ، “الفواكه الدواني” (1/100).
وذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى أن البحث في ذلك من التكلف
فقد سئل رحمه الله :
” هل ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات؟
فأجاب : “ما رأيك إذا قلت : إن ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات
أو غير موكل ، ما الفائدة من هذا ؟!
هل سأل الصحابة عنه الرسول
صل الله عليه وسلم
هم أحرص منا على العلم
والرسول أقدر منا على
الإجابة ، ومع ذلك ما سألوا
إنما قال الله عز وجل:
(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ
مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) السجدة/11
موكل بقبض أرواح بني
آدم ، أما غير أرواح بني آدم لم يثبت ، الله أعلم.
ولكننا أهم شيء في جواب هذا السؤال أن الإنسان لا يتنطع
قال
النبي صل الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون )
فلا تسأل عن شيء ليس فيه
فائدة
والله لو كانت فيه فائدة بعلمنا أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات
الأخرى لبينها الله سبحانه وتعالى
إما في القرآن أو السنة ، أو أن الله
يقيض من يسأل الرسول عن هذا
ولهذا كان الصحابة يفرحون أن يأتي أعرابي من
البادية يسأل عن شيء
ربما يستحون أن يسألوا الرسول عنه .
الحاصل يا أخي أنت ومن يسمع أقول : إن التعمق في هذه الأمور خطأ ؛
لأن الرسول قال: ( هلك المتنطعون )
ما قالها مرة : ( هلك المتنطعون، هلك
المتنطعون، هلك المتنطعون ) ثلاث مرات
في مثل هذه الأمور الغيبية خذ ما
ثبت ودع ما لم يذكر …
فعلينا يا إخواني! أن نأخذ من مسائل الغيب ما ثبت
عندنا
والباقي نسكت عنه ، لو كلفنا به أو كان لنا مصلحة في معرفته لبينه
الله
قال الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام:
(وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)
النحل/44
فالرسول صل الله عليه وسلم ما ترك شيئاً نحتاجه إلا بينه ”
انتهى من “لقاء الباب المفتوح” (146/11).
ثانيا :
أما مصير أرواح هذه الحيوانات
فقد روى عبد الرزاق في مصنفه وابن
جرير والبيهقي في “البعث”
عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى:
( وما
من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في
الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )
قال : يحشر الخلق كلهم يوم القيامة
البهائم والدواب والطير وكل شيء
فيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذ للجماء
[التي لا قرون لها] من القرناء.
قال: ثم يقول : كوني ترابا.
فلذلك يقول
الكافر: ( يا ليتني كنت ترابا ) النبأ/ 40 .
وينظر : “تفسير ابن كثير” (3/255).
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” (4/466) : ”
وينظر : “تفسير ابن كثير” (3/255).
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” (4/466) : ”
أورده السيوطي في
“الدر المنثور” (6/310)
و لم يتكلم على إسناده كما هي عادته
وهو عند ابن
جرير (30/17) قوي” انتهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق